كنوز من الجمال لا نفاد لها تختبئ في اللاذقية شمال الساحل السوري تعالوا نكتشف بعضها
البحر والمدينة:
الكورنيش الجنوبي
على طرف المدينة الجنوبي يرتفع الطريق قليلاً ومن بين عدة بنايات شاهقة يطل البحر، لا أحد يستط\يع اخفاء دهشته من المنظر،
حتى لو كنت معتاداً على مشهد البحر، إلا أن الإطلالة من مرتفع الكورنيش الجنوبي، والذي يشكل بالأصل رأساً متقدماً في البحر، يعطي المكان مشهداً بانورامياً أخاذاً يسحر المتفرج في كل مرة، لا تمل هذا المشهد ابداً، تحس أنك وصلت نهاية العالم وكل ما أمامك ماء الى اللانهاية.
تقف على الجرف الصخري أعلى الكورنيش الجنوبي على يسارك يمتد شاطئ من أجمل الشواطئ الرملية في سوريا حيث يرسم البحر قوساً رملياً على امتداد مسبح الشعب كأنه يحتضن المدينة من الجنوب، ليبدأ بالارتفاع تدريجياً حتى يصل ذروته عند صخرة الانتحار، وفي الخليج الصغير المتشكل تختبئ “مينا القصب” لتحمي مراكب الصيد الصغيرة عندما يتغير مزاج البحر، وعلى يمينك وأمامك تمتد زرقة لا نهائية من مياه البحر المتوسط الرائعة، أما من الخلف فتطل مدينة اللاذقية تحاول الوصول الى مياه البحر.
تتوزع العديد من الفعاليات والنشاطات على امتداد الكورنيش وتتنوع باختلاف الطقس والفصول من الجلسات الشعبية من القصب على المياه مباشرة الى المطاعم الفاخرة على الاطلالة المميزة.
في الحقيقة لا تكتمل زيارة مدينة اللاذقية دون جولة على الكورنيش الجنوبي.

المدينة الرياضية

رغم كونها منشأة رياضية في الأساس، إلا أن موقعها شمال المدينة على شاطئ البحر، ومساحتها الكبيرة الخضراء جعلت منها مقصداً سياحياً هاماً.
المدينة الرياضية في اللاذقية، والتي تضم ملاعب متنوعة لكل الرياضات، ومساحات خضراء رائعة للتنزه والهرب من ضجيج المدن والحياة، كل هذا يجب ألا يشغلك عن جمال الشاطئ البحري في المدينة الرياضية، حيث المياه الفيروزية الآسرة وجو النشاط والحماس القادم من الملاعب يشعل فيك الرغبة في تجربة البحر هنا.
كما تضم المدينة الرياضية نادي الخيل،و مضماراً لسباقات الخيول على شاطئ البحر تماماً، تجربة تستحق العيش ولو مرة في العمر.
الشاطئ الأزرق
شمال المدينة وعلى رأس بحري مميز يقع الشاطئ الأشهر في اللاذقية، بل في سوريا كلها، الشاطئ الأزرق.
مئات من الشاليهات المتنوعة الأشكال والخدمات تنتشر على طول الشاطئ، وتمنحك فرصة تجربة البحر عن قرب.
بالاضافة الى الخدمات المميزة والنشاطات الدائمة على الشاطئ الأزرق فإن جمال الشاطئ ومياه البحر وحدها كفيلة بجعل تجربة السباحة في الشاطئ الأزرق مميزة بحق.
التاريخ والمدينة:
متحف اللاذقية الوطني

في قلب المدينة وبحوار حديقة البطرني، التي تغص بأشجار هائلة الحجم، تعطي منظراً رائعاً كأقتباس جميل للطبيعة في قلب المدينة، يقع متحف اللاذقية الوطني، الذي يشكل بدوره حديقة خلابة يغمرها الأخضر في كل مكان.
يتكون المتحف الوطني من حديقة واسعة، ومبنى تاريخي، مؤلف من طابقين، كان يسمى “خان الدخان” يوماً، ثم تحول الى مقر للحاكم الفرنسي، إلى أن انتهى به المطاف كمستقر للآلاف القطع التاريخية، والتماثيل المذهلة، تصطف على طول الرواق الخارجي للمتحف، تحت قناطره المعقودة، لتسرد لك حكايا التاريخ منذ بدء الخليقة حتى اليوم، كل واحد من هذه التحف شهادة حية على عراقة هذه المدينة وعمق تاريخها.
في الداخل تنقسم القاعات الحجرية الى ست قاعات تعرض في كل منها مقتنيات، وتحف وتفاصيل صغيرة تنتمي الى مراحل مختلفة من تاريخ المدينة، وحتى حديقة المتحف الواسعة وجدت فيها لقى أثرية أثناء عمليات التنقيب
على العموم فإن المتحف الوطني في اللاذقية استراحة رائعة لهواة التاريخ، كما هو فسحة خضراء جميلة في قلب المدينة لهواة الطبيعة، مكان يستحق الزيارة حقاً.

رأس شمرا- اوغاريت
على كتف اللاذقية الشمالي وعلى الشاطئ مباشرة تغفو مدينة أوغاريت التاريخية، مسقط رأس الحرف، وموطن أول تدوينة موسيقية في العالم، ولا عجب في ذلك أبداً فبمجرد وصولك الى هذه المنطقة يسحرك المنظر الخلاب لشاطئ البحر في رأس شمرا، تشعر أنك في عالم من الخيال والأساطير، تحس أن الآلهة القديمة مازالت تتجول في المكان.
هذه المدينة المنسية، المدفونة قريباً من الشاطئ، كانت يوماً ما عامرة بالحياة والنشاط والتجارة بين المدن، منها انطلقت سفن الفنيقيين تجوب أنحاء المتوسط حتى قرطاج، وفيها اخترع الإنسان السوري أول أبجدية في العالم، كما وجدت في بقاياها رُقمٌ فخارية توثق أوائل المعاملات التجارية بين شعوب المنطقة والعالم.
زيارة هذه المدينة واجب حضاري على كل إنسان، لرد جميل أهلها على البشرية جمعاء في اللغة والتجارة والموسيقى.
